عيش الشمال السوري على صفيح ساخن منذ بدء الحديث عن التجهيز للمعركة المرتقبة والتي تهدف لتحرير مدينة حلب بعد جملة من المعسكرات والتدريبات ورفع الكفاءة القتالية واللياقة البدنية التي أجرتها غرفة عمليات الفتح المبين لكافة التشكيلات العسكرية المنضوية تحت لوائها
ومنذ بدء الترويج للمعركة المرتقبة بدأت قوات النظام بسحب قواتها وارتالها من جبهات الجنوب السوري بالإضافة لإيقاف عمليات تمشيط البادية ضد خلايا تنظيم الدولة الى جبهات ريف حلب بشكل خصوص حيث يرى النظام السوري ان المعركة المرتقبة ستكون مفصلية في القضية السورية على كافة الأصعدة السياسية والميدانية والعسكرية
حيث ان قيام فصائل المعارضة السورية بتحديد وجهتها الى مدينة حلب له بعد سياسية تخشى من تبعاته الدول المنخرطة في الصراع السوري وخاصة ان من شأنها خلط أوراق الاتفاقيات الدولية والتي ترمي الى اعادة العلاقات مع نظام الأسد وخصوصاً تركيا والتي وصلت لغايتها بالدخول الى الاراضي السورية واحتلالها المنطقة المتفق عليها في اتفاقية آضنة على حساب فصائل الجيش الوطني والتي كانت في مواجهة القوات الكردية دون تدخل بري من قبل الجيش التركي
الموقف التركي من المعركة المرتقبة:
من خلال التصريحات التركية يظهر ان تركيا معارضة لمعركة تحرير حلب سياسياً وذلك من أجل الحفاظ على العلاقات مع الدول المؤثرة في القضية السورية وخاصة روسيا والتي تهيمن بشكل كبير على قرارات النظام السوري، والتقارب التركي السوري ليس من اهدافه اعادة الامن والاستقرار الى سوريا وانما اعادة اللاجئين السوريين من تركيا اضافة لإدراج تركيا نفسها في معادلة الصراعات الاقليمية
وفي الجانب الآخر فإن تركيا تؤيد العمل ميدانياً حيث ترى السيطرة على مدينة حلب اكبر انتصار ستحققه الثورة السورية منذ عام 2014 وبذلك يعطيها الافضلية في المفاوضات الدولية ويزيد من فرصة فرض شروطها فيما يخص ملف الأكراد شمال شرق سوريا وهذا ما تحاول الولايات المتحدة الأمريكية إجهاضه من خلال دعمها المستمر لقوات سوريا الديمقراطية قسد والتي تقوم بعمليات عسكرية وامنية ضد القوات التركية داخل تركيا وفي سوريا والعراق
توتر العلاقات الروسية التركية
تشهد العلاقات الروسية التركية توتراً ملحوظاً في الآونة الأخيرة ولكن هذه التوترات ليست بالقدر الذي من الممكن ان يحدث فارق ميداني على الارض وانما سجالات سياسية روتينية تختفي بعد كل لقاء او اجتماع
ولكن اعلان فصائل المعارضة اعلان معركة حلب جعل روسيا تعيد حساباتها في الهيمنة التركية على الثورة السورية وهذا أثر على العلاقات الروسية التركية في الملف السوري
يذكر ان منطقة ادلب تعمل ضمن سياسة عسكرية وادارية مستقلة بشكل شبه تام عن مناطق درع الفرات وغصن الزيتون والتي تتبع بشكل كامل للإدارة التركية