في 11 تموز، هاجم مسلحون من عشائر البدو شاحنة خضار تعود لدروز السويداء على طريق دمشق–السويداء، واعتدوا على السائق وسرقوا الشاحنة٫
وفي اليوم التالي، اختطف مسلحون دروز 8 من البدو، فردّ البدو بخطف 5 دروز
وفي 13 تموز، فشلت المفاوضات بين الدروز والبدو لاطلاق سراح المختطفين من الطرفين واندلع قتال عنيف غرب السويداء وفي المدينة”حي المقوس”
وعلى اثرها قُصفت قرى درزية وحوصرت مناطق بدوية — وقُتل نحو 30 شخصًا وجُرح أكثر من 100 خلال 24 ساعة فقط
وفي 14 تموز، تدخلت الحكومة السورية للمرة الأولى، ونشرت قوات من الجيش والداخلية لفرض الامن، رغم الاتفاقات السابقة التي نصت على عدم دخولها السويداء.
في 15 تموز، أعلن قادة من دروز ومسيحيون ومجلس مدني محلي وقفًا لإطلاق النار، ودعوا القوات الحكومية لضبط الأمن بعد حوالي 30 دقيقة، رفض حكمت الهجري الاتفاق ودعا لمواصلة القتال وفي نفس الوقت تقريبًا، بدأت إسرائيل تشن ضرباتها على مواقع الجيش والامن في السويداء ومحيطها
ومع اعلان اتفاق سحب القوات الحكومية قواتها من السويداء تعرّضت القوات لكمائن في تسعة مواقع متزامنة داخل السويداء بحسب مصادر عسكرية لمركز شام الإعلامي. وحتى مساء 15 تموز، سُجّلت 118 حالة وفاة: توزعت 41 من وزارة الدفاع وقوات الامن، 7 من الميليشيات الدرزية ” مليشيا حكمت الهجري ” ، 19 من المسلحين البدو، 49 من المسلحين الدروز، و2 من المدنيين.
أدى انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في 15 تموز إلى تصاعد العنف في السويداء، مع ورود تقارير عن إعدامات ميدانية وانتهاكات ارتكبتها كلا الطرفين ” القوات الحكومية والمليشيات الدرزية “.
بدأت وساطة أميركية مع إسرائيل ودمشق، لكن رغم طلب وقف الضربات، استمرت إسرائيل في قصفها دون تغيير
رغم وجود مسلحين دروز آخرين، فإن النواة الأساسية للمليشيات المسلحة ضد الحكومة السورية تمثلت بـ”مجلس السويداء العسكري” التابع لحكمت الهجري، والذي تأسس بعد 24 ساعة من سقوط النظام البائد ويضم ثلاثة من ضباط النظام المطلوبين بجرائم حرب . وهذا المجلس يعتبر الفصيل المحلي لإسرائيل.
وتُقيّم أجهزة استخبارات إقليمية وبحسب تقارير امنية واعلامية فإن مجلس السويداء العسكري لا يزال يحتفظ بالسيطرة الأساسية على تجارة المخدرات التي تعود إلى عهد الأسد (الكبتاغون، الهيروين، الكريستال ميث، الحشيش). حيث شن الجيش الأردني اشتباكين ضد مهربين قادمين من السويداء في 15 تموز.
قال الباحث تشارلز ليستر إنه التقى حكمت الهجري في شباط/فبراير، وأبدى الهجري عداءً واضحًا تجاه الحكومة السورية واصفًا إياها بـ”التكفيريين الإرهابيين”، وملمحًا إلى انفتاحه على “الحماية الخارجية” (إسرائيل). وعندما سأل ليستر مقاتلين مقربين من الهجري عن تجارة الكبتاغون، تجاهلوا السؤال.
استمر القتال بين القوات الحكومية والمليشيات الدرزية حتى 16 تموز، مع تصعيد في الضربات الإسرائيلية، بينما واصلت القوات الحكومية السورية التقدم — حيث سيطرت على مدينة السويداء واستعادت بلدة قنوات، التي تتعتبر مسقط رأس ومركز مجمع مقر الهجري
في هذه المرحلة، استهدفت إسرائيل وزارة الدفاع السورية في دمشق مرتين، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص.
وقصفت إسرائيل محيط القصر الرئاسي وعدة قواعد عسكرية في المزة وقطنا والكسوة ودرعا، واستمرت في القصف داخل السويداء. ثم تم إعلان هدنة ثانية من قبل مشايخ دروز ودمشق.
لكن للمرة الثانية خلال 24 ساعة، رفض حكمت الهجري الهدنة التي وافق عليها بقية قادة الدروز، ودعا مقاتليه لمواصلة القتال. وبعد دقائق، استأنفت إسرائيل ضرباتها مستهدفة القوات الحكومية في أنحاء السويداء.
أثار رفض حكمت الهجري للهدنة استياءًا كبيرًا بين قادة الدروز حيث ان الشيخ يوسف الجربوع اتهم الهجري بمحاولة احتكار القيادة، وليث البلعوس اعتبره عنصرًا تخريبيًا يعرّض السويداء للخطر.
وبوساطة أميركية، تم التوصل إلى وقف إطلاق نار ثالث خلال 36 ساعة، وفق الشروط نفسها التي رفضها الهجري في المرتين السابقتين
وكان جوهر الاتفاق: انسحاب القوات الحكومية وتسليم الأمن لوزارة الداخلية والقوى المحلية الدرزية.
يشير هذا الاتفاق إلى أن السويداء ستندمج تدريجيًا في الدولة السورية، مع تولي وزارة الداخلية جزءًا من إدارة الأمن المحلي — ما يعني تقليصًا كبيرًا في نفوذ الهجري.
يؤكد الباحث ليستر أن كل ما جرى — من مئات الضحايا وتصاعد الكراهية الطائفية — كان بالإمكان تفاديه، إذ تم التوصل إلى اتفاق شامل قبل 48 ساعة، لكن رفض الهجري وتدخل إسرائيل أشعلا الموقف.
وعدة وسائل اعلامية حذرت من التضليل الاعلامي حيث خلال ثلاث ساعات فقط، انتشرت تقارير عن مذابح في المستشفى الوطني واقتلاع قلوب، وحرق نساء وأطفال أحياء — وجميعها عارية عن الصحة
ووفقاً لإحصائية الضحايا فإن 6–8٪ من الضحايا المؤكدين في السويداء منذ 12 تموز هم من النساء والأطفال، بينما يشكّل المقاتلون ما نسبته 76–84٪ من القتلى.