ووفقًا للمصادر فإن “الإعلان عن فتح باب الانتساب لصفوف الفرقة لم يلقى الصدى المرجو منه، إذ أن الرواتب المالية ونوعية الخدمة التي يترتب على المتطوعين أداؤها كانت دون المتوقع، بعدما تمّ إبلاغ المتقدمين بأن المهام المطلوبة منهم تنحصر بمنطقة ريف حمص الشرقي ضمن البادية السوريةوتحديدًا بمنطقة هرابشة، والتي تعتبر إحدى أكثر المناطق التي تتعرض لهجمات من قبل تنظيم الدولة”.
وقالت المصادر إن “عددًا من أهالي أحياء المدينة توجهوا إلى مكتب القبول المفتتح حديثًا بحي وادي الذهب بمدينة حمص بهدف الاطلاع على شروط العقد ونوع الخدمة”.
وأكدت المصادر أن العقد يتضمن عدة بنود، أولها أن “الدوام الشهري مقسم على قسمين، 15 يوم دوام ضمن البادية السورية بمنطقة هرابشة يقابلها 15 يوم إجازة”.
وذكرت المصادر بقية البنود التي جاءت في العقد: “الراتب عبارة عن مليون ليرة سورية، الطعام والشراب على حساب المتطوعين بالوقت الذي تضمن قيادة الفرقة 25 تأمين المواصلات اللازمة لنقل المتطوعين من الكراج الجنوبي إلى نقاط تمركزهم بالبادية السورية، يتم تسوية أوضاع المنشقين عن قوات النظام السوري، وكذلك يتم تسوية أوضاع المتخلفين عن أداء الخدمة الاحتياطية”.
وتابعت: “يحصل المتطوعون المدنيون على بطاقات أمنية تضمن عدم اعتراضهم على حواجز قوات النظام السوري، ويحصل المنشقون عن قوات النظام على بطاقات كفّ بحث صادر عن قاضي الفرد العسكري بمدينة تدمر، المقدم بنان منير محسن، ويتم احتساب فترة التطوع من ضمن خدمتهم الإلزامية بالتنسيق مع وزارة الدفاع التابعة للنظام”.
وبحسب تصريح لأحد الشبان من سكان مدينة حمص والذي قرر “برفقة عدد من أصدقائه المنشقين عن قوات النظام التوجه إلى مكتب الانتساب بحي وادي الذهب للانخراط في صفوف الفرقة 25 مهام خاصة بهدف إنهاء حالة الرعب التي تلازمهم مخافة مطاردتهم من قبل الدوريات المشتركة في حمص باعتبارهم (منشقين-فراري)، وبالتالي فإن نهاية المطاف ستنتهي بهم داخل سجن صيدنايا العسكري”.
وأضاف: “في حال ثبتت صحة التعهدات التي أعلن عنها مسؤولو مكتب الفرقة 25 فإن كفّ البحث الذي سنحصل عليه من قبل قاضي الفرد العسكري سيضمن عدم ملاحقتنا من قبل الأجهزة الأمنية، وسنتمكن من العمل 15 يومًا ضمن مجال المهن التي نزاولها بطبيعة الحال لإعانة أسرنا في ظلّ التردي الكبير للواقع المعيشي، ولاسيما أنه السبب الرئيسي الذي دفع معظمنا للانشقاق عن الخدمتين الإلزامية والاحتياطية على حدّ سواء”.
من جهته فضّل شاب آخر من أهالي مدينة حمص البقاء بعيدًا عن الانخراط بالتشكيلات العسكرية التابعة للنظام السوري بعدما تحولت هذه المؤسسة العسكرية إلى ميليشيات،
وأضاف الشاب حديثه:
“ليس من المنطق أن نقحم أنفسنا بمعارك لا ناقة لنا فيها ولا جمل مقابل الحصول على بعض الفتات الذي لا يكاد يكفي لإعالة أسرة متوسطة لأكثر من أسبوع بأقصى تقدير”، لافتًا إلى أن “الفرقة 25 وغيرها من الميليشيات كلواء القدس وسند الأمن العسكري ودرع الأمن العسكري ومكتب أمن الفرقة الرابعة باتت جميعها تعمل بما يتماشى ويتوافق مع أجندات مشغليها من تجار الحروب السوريين واللبنانيين والإيرانيين وحتى الروس الموجودين على الأراضي السورية”.
وختمت المصادر الخاصة حديثها بالقول إن “شريحة واسعة من أهالي محافظتي حمص وحماة تجد بالتطوع لدى الفرقة 25 مهام خاصة ملاذًا آمنًا للهرب من تسلط عناصر الحواجز العسكرية والدوريات الأمنية التي تجوب مناطق سيطرة النظام السوري، بموجب حصولهم على بطاقات أمنية صادرة عن قياد الفرقة، الأمر الذي دفعهم لتقديم أوراقهم وتوقيع العقود بانتظار إبلاغهم بموعد الالتحاق المقرر بتاريخ 20 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري”